
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتزدحم فيه وسائل الترفيه، تبقى القراءة بوابة العلم والمعرفة، وأقصر طريق لصناعة عقل واعٍ وقلب متفتح. من هنا وُلدت مبادرة “اقرأ صفحة” لتؤكد أن القراءة ليست رفاهية، بل عادة يومية يمكن أن تبدأ بخطوة صغيرة .
فكرة المبادرة تقوم على تشجيع كل فرد، صغيرًا كان أو كبيرًا، على قراءة صفحة واحدة يوميًا من كتاب أو قصة أو مقال. قد تبدو الصفحة قليلة، لكنها مع الاستمرار تتحول إلى عشرات الصفحات، ثم إلى كتب كاملة، وهكذا يتشكل رصيد معرفي وفكري يثري حياة القارئ ويمنحه أفقًا أوسع .
تهدف المبادرة إلى ترسيخ عادة القراءة ، فالمداومة على قراءة صفحة يوميًا تُشعر الفرد بسهولة دمج القراءة في روتينه اليومي ، كما أنها تساهم فى نشر ثقافة المعرفة وذلك عبر تبسيط مفهوم القراءة وإزالة رهبتها لدى من يظنون أنها تستلزم وقتًا طويلًا .
أيضا بناء جيل مثقف حيث تشكل المبادرة خطوة عملية نحو تكوين مجتمع قارئ يقدّر قيمة الكتاب و تعزيز دور الأسرة والمدرسة: في دعم الأبناء وتشجيعهم على أن تكون القراءة جزءًا من حياتهم اليومية .
أثر المبادرة
تعويد الأطفال والطلاب على حب الكتب منذ الصغر و تنمية الخيال والقدرة على التعبير والإبداع
أيضا توفير بديل هادف يقف أمام طغيان الشاشات ومواقع التواصل و تقريب المسافات بين الفرد والمعرفة، بحيث تصبح القراءة عادة يسيرة وليست مهمة شاقة .
خلاصة القول إن مبادرة “اقرأ صفحة” تبرهن أن التغيير لا يحتاج إلى قفزات كبيرة، بل يبدأ بخطوات بسيطة متتابعة. فصفحة اليوم قد تكون كتاب الغد، ومع كل كتاب يُقرأ، يزداد وعي الفرد ويزدهر المجتمع بأكمله .

