مقالات وتدوينات

القراءة حياة

بقلم : سلمى أحمد

القراءة ليست مجرّد تقليبٍ لأوراقٍ صامتة، ولا عبورًا عابرًا بين سطورٍ من الحبر، إنّها فعل ولادةٍ جديدة، وانبعاثٌ متجدد للروح والعقل مع كل كتابٍ نقرؤه. هي نافذة نطلّ منها على عوالم لا تنتهي، وجسر نعبر به إلى حضاراتٍ بعيدة وتجارب إنسانية متنوّعة، دون أن نبرح مكاننا.

حين نقرأ، نغدو أكثر من أنفسنا؛ نعيش حيواتٍ عديدة، ونسافر عبر أزمنة لم ندركها، ونحاور عقولًا رحلت منذ قرون لكن كلماتها ما تزال حيّة تنبض بالحكمة. بالقراءة نكتسب وعيًا لا يشيخ، ونصنع لأنفسنا رصيدًا من الأفكار يضيء لنا دروب الحاضر ويمنحنا بوصلة للمستقبل.

القراءة حياة للعقل، إذ تفتح مداركه على فضاءات أوسع وتحرّره من قيود الجهل والضيق. وهي حياة للقلب، تغذّيه بالمشاعر الإنسانية الرفيعة، وتزرع فيه الرحمة والتفهّم. وهي كذلك حياة للروح، تخلّصها من ثقل الواقع وتسمو بها نحو آفاقٍ من الصفاء والسكينة.

ولعلّ أعظم ما تمنحه القراءة هو القدرة على الحلم، والحلم هو بذرة النهضة. فما من أمةٍ جعلت الكتاب رفيقها إلّا وارتقت بفكرها، وصنعت لنفسها مكانًا مشرقًا بين الأمم. فالكتاب ليس زينةً على رفّ، بل سلاح وعيٍ، ووسيلة مقاومة، وبذرة بناءٍ لمستقبلٍ أفضل.

إننا نقرأ لنحيا بعمق، لنفهم ذواتنا والعالم، ولنجعل حياتنا أكثر غنى وامتلاء. إنّها عادة إنسانية نبيلة، تستحق أن ترافق أنفاسنا اليومية، لأن القراءة ــــ بحق ـــــ حياة لا غنى عنها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى